مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 10/14/2021 12:03:00 م

الصّديق الصّادق الصّدّيق
الصّديق الصّادق الصّدّيق 


أبا بكرٍ الصّدّيق..

قد وعدتكم في " الجزء السابق " بأن أخبركم ماذا فعل| أبا بكر الصديق |مع كل حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم موت حبيبه وكيف تصرف ...

فابقوا معنا 

* يوم موت حبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يوماً مظلماً للعالم..

لكنّه أعدّ صحابةً بفضل الله وكرمه كلّ واحدٍ منهم بألف..

صحابةً تعلّقوا بالقضيّة و|المبادئ|..لذلك استطاعوا بعد وفاته صلّى الله عليه وسلّم أن يفتحوا مشارق |الأرض |ومغاربها..

استطاعوا فتح القلوب بالحكمة والموعظة الحسنة قبل فتح البلدان بالسّيوف..

استطاعوا حماية هذا الدّين وتحصينه بفضل الله تبارك وتعالى..


يومها..من شدّة هول الموقف قال سيّدنا عمر : من قال أنّ محمّداً قد مات فسأضرب عنقه..

فخرج سيّدنا أبا بكر الصّدّيق وقال: ياعمر..هوّن عليك..

من كان يعبد محمّداً فإنّ محمّداً قد مات..ومن كان يعبد الله فإنّ الله حيٌّ لا يموت..

فعمّ الهدوء أرجاء المعمورة..ولم يًسمع أحداٌ في تلك الحظات إلّا باكياً..حتّى أنّ المدينة ضجّت بصوت البكاء..

وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد أعدّ جيشاً لقتال |المرتدّين|..

فلمّا علموا بمرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عزّ عليهم الخروج وحبيبهم على هذا الحال..

فلمّا توفي الحبيب المحبوب سيّدنا محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم وأمّر الصحابة عليهم أبا بكرٍ أنفذ جيش أسامة بن زيد وأمرهم بالخروج..

فأصبحوا يقاتلون قتالاً مستميتاً ويتمنون أن يُرزقوا بالشّهادة فيلحقوا بحبيبهم صلّى الله عليه وسلّم..

هنا يتساءل المرء..

أليس في فلوبهم رحمة؟ 

أليس فيهم مشاعرتعتريهم حتّى صنع أبا بكرٍ ما صنع وكانت حادثة| الوفاة| لاتزال تخترق آلامها المسامع والفؤاد؟ 

بلى إخوتي..لديهم مشاعرٌ حتّى أنّها كانت فيّاضة..

لكنّهم أحبّوا قضيّة حبيبهم سيّدنا وحبيبنا محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم..ولم يحبّوه لشخصه فقط..

فاستماتوا في حماية تلك القضيّة وذاك الهدف..

كيف لا تكون في قلوبهم مشاعراً وأذكر أن سيّدنا بلالاً حين وُضِع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في قبره غادر |المدينة المنورة.|.فلم يستطع العيش في مكان فقد فيه حبيبه..

وكان سيّدنا بلالٌ مؤذّن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم..فأصبح الصّحابة الكرام يتدخّلون عليه أن يبقى..ومنهم سيّدنا أبا بكرٍ الصّدّيق..فقال له سيّدنا بلال : 

يا أبا بكر..أعتقتني لنفسك أم لله؟ فقال سيّدنا أبا بكر واللهِ اللهَ أرجوا..فقال له بلالاً : 

إذا إليك عنّي.

.فلا أطيق أعيش في بلد فقدت فيه الحبيب..

وفي يوم من الأيام رأى سيّدنا بلالاً النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في المنام..فقال له : يابلال..ماهذا الجفاء..أما آن لك أن تزورنا؟ 

فحمل على فرسه وذهب إلى |المدينة |

في صباح اليوم التالي..وعند دخوله المدينة المنوّرة إستبشر |الصّحابة |خيراً وطلبوا منه أن يؤذّن لهم ليقيموا الصّلاة..بعد أن دخل إلى حجرة قبر النّبيّ صلى الله عليه وسلّم وحدّثه بآهات القلب وأسراره..

وبعد مجاهدةٍ عظيمةٍ صعد الكعبة كما كان يصعدها في عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وابتدأ بالأذان..

حتّى قيل أنّ النساء خرجت من خدرهاـ أي : بيوتها ـ يومئذٍ..حتى ظنّوا أن سيّدنا محمدٍ صلّى الله غليه وسلّم قد بعثه الله من جديد..

فما أن وصل إلى قوله أشهد أنّ محمداً رسول الله حتى بكى بكاءً خضّب لحيته وبللها..

ولم يعد يُسمع في |المدينة المنوّرة |إلا صوت |البكاء|.

.ولم يعد يستطيع التّتمّة فلم يؤذن لأحد بعد ذلك ..

كان حبّهم لا يقارن به مثيلاً..

لكن كان |الهدف |أسمى..فوضعوه نصب أعينهم..صلّى عليك الله ياسيّد |الأكوان |من مربٍّ..

وجزاك الله عنّا خير ما جزى نبيّاً عن أمّته..

ولنكن جيلاً محمّديّاً يحبّه الله ورسوله.


قصصٌ خطّها |التّاريخ |بحبّ القضيّة..💗

🌞 بقلم شمس الدين العمري

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.